أهمية صناعة النسيج عبر التاريخ :
لقد لعبت الحرف التقليدية دوراً هاماً في حركة الاقتصاد الوطني ، وتوارثت هذه الحرف عدة أجيال ، وانتقلت هذه المهارات من جيل إلى جيل آخر ، وأخذت تلك الأجيال تزود الإنسان بالأصناف الضرورية اللازمة لسد حاجاته الأساسية ( الاجتماعية والدينية ) ، وقد انتشرت صناعة النسيج بواسطة \ آلة النول \ آلة النسيج .
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]المحركة ، حيث تقوم الطاقة البشرية بتحريكها عوضاً عن الطاقة الكهربائية ، ولما كان العمل على هذه الأنوال يتطلب جهداً عضلياً كبيراً ( يتطلب من العامل أن يضغط بإحدى قدميه على دواسة النول بقوة 15 – 20 كغ مرة كل ثانية ) فان عدد العمال على هذه الأنوال قليل نسبياً ، وأغلب الأنوال الموجودة في حي الأكراد تستثمر لصناعة نسيج ( البتة ) .
أما المواد الأولية ( الخامات ) التي تستعمل في هذه الصناعة تنقسم إلى قسمين : مواد نباتية ، ومواد حيوانية ، وتنقسم المواد النباتية إلى قسمين أيضاً : مواد طبيعية ( القطن – الكتان والقنب ) ، ومواد صناعية ( الحرير الصناعي ، وأنواع النايلون ) ، وغيره من المستحضرات الصناعية الحديثة ، أما المواد الحيوانية فهي ( الصوف والحرير الطبيعي ) .
اشتهرت دمشق وعرفت منذ أقدم الأزمنة بصناعاتها التقليدية القديمة ، وكانت صناعة النسيج اليدوي أهم صناعة أتقنتها أهلها ، وتفننوا فيها الدمشقيون ، وظلت هذه الصناعات مزدهرة في سوريا حتى أثناء الحرب العالمية الأولى ، ثم انحدرت حتى انهارت في عهود الانتداب الفرنسي ، إلا أنها حافظت على نفسها في بعض الأحياء حتى يومنا هذا ، وأهمها حي الأكراد بدمشق . }
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]
بقيت صناعة النسيج اليدوي في حي الأكراد ، وتطورت نوعاً ما بعد الاستقلال بفضل اهتمام أبنائها بها ، حيث ضم الحي ما يزيد عن ( 80 ) نول من مختلف الأنواع ، يعمل عليها أكثر من ( 240 ) عاملاً ، وتكاد تقتصر صناعة النسيج في حي الأكراد على نوع البتة المستعمل في عمل الروب ديشامبر ، أو تكاد صناعة النسيج البتة في دمشق تقتصر على العمال الأكراد ، سواء كان مركزها
في الحي أو خارجه ، وكان يقدر عدد أنوال البتة في الحي ب( 15 ) نول ، يعمل عليها من ( 20 – 30 ) عامل .
واليوم لم يبقى في حي الأكراد إلا ورشة واحدة للنسيج هي ( ورشة الحاج محمد سليم ديركي ) على
حسب معلوماتنا ، وعدا الو رشات التي كانت موجودة في حي الأكراد ، كان هناك عمال من الحي
يعملون في ورشات أخرى خارج الحي ومنها :
ورشات الموجودة خارج حي الأكراد
1- ورشة جورج نعسا
2- ورشة محمد الرنكوسي
3- ورشة سعيد سكر
4- أنوال في الجسر الأبيض
5- نول في باب الشرقي
6- نول في جسر تورى
7- ورشة ياسين طباع
8 - نول في خان الشونة
9- ورشة محمد شكاكي في المتحف وكان يتم تصدير منسوجات البتة إلى مختلف المدن السورية واللبنانية ومصر والعراق ، وخاصة الموصل وكركوك ومختلف المدن الكردية في العراق وتركيا ، حيث يستعمله وجهاء الأكراد و ميسوريهم .
= يحتاج كل نول يدوي إلى ثلاثة عمال : الأول هو الصانع أو المعلم ، والثاني : الحريف ، والثالث : مدور المواسير . ويكون الأخير طفلاً . هولاء الثلاثة ينتجون في يوم عمل الذي يعادل ( 10 – 12) ساعة عمل ، مقدار ( 10 ) أزرع من القماش كحد أقصى} 2 { قائمة بأسماء وأماكن تواجد وتاريخ نشوء الورشات ( الأنوال ) في حي الأكراد
اسم صاحب الورشة
عدد الأنوال الموجودة
مركز الورشة (عنوان )
تاريخ تأسيس الورشة
1- حسن قنبري -ثلاث أنوال -جادة الحسينية - 1945م
2- أبو كمال -أربع أنوال -جادة الحسينية -1945م
3- سليمان ميقري - اثنتان -زقاق تيلو -1945م
4- خالد رشواني -اثنتان -زقاق تيلو -1947م
5-إبراهيم رشواني -واحدة -زقاق تيلو1947م
5- أبو عاشور -واحدة -زقاق البكاري -1947م
6- رضا النحاس -عشرون نول -زقاق البكاري -1930 م
7- أبو عثمان دشتيا -ثلاث أنوال -زقاق النوالة -1940م
7- أبو عجاج -ست أنوال -زقاق المتينية -1935م
8- محمود متيني -ست أنوال -زقاق المتينية -1935م
9- زاهد شريف -ثلاث أنوال -جسر النحاس -1940م
10- علي تنبل -اثنتان -زقاق بشار -1935م
11- توفيق حسن مرعي -واحدة -بعد دخلة حمو ليلى -1935م
12- عيسى ديركي -واحدة -زقاق حمو ليلى -1935م
13- عبد الرحمن عنوز -ست أنوال -زقاق عرفات -1940م
14- محمود جعفو -ثلاث أنوال -زقاق شيخو أغا منطقة المقبرة -1940م
15- وهاب عبيدو -ثلاث أنوال -زقاق شيخو أغا منطقة المقبرة -1940م
16- سعدو كيكي -اثنتان- زقاق المقبرة 1940م
17- سعيد أورفي اثنتان زقاق الجوعية 1940م
18- أبو كاسم حميدو اثنتان زقاق الزينبية 1940م . }
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابطللتسجيل اضغط هنا]النباتات والألياف والجلود ، وقد وجد في بعض مقابر قدماء المصريين نماذج لمناسج ، وهي معروضة في متحف المصري وباقي المتاحف العالمية ، وما زال هنود أمريكا يتبعون مثل تلك الطرق القديمة ، وكذلك الأكراد لا يزالون ينسجون في القرى الحصر والسلال والأحذية ( تاسوم ) والأسرجة ( كرتان ) من ألياف بعض النباتات كا البردي والقاميش والقنب وغيرها .
وقد كانت شهرة دمشق في النسيج تفوق كل شهرة ، ويدل على ذلك ما ورد في كتب التاريخ على أن النساجون في دمشق نسجوا لتيمورلنك قباء بالحرير والذهب ليس فيها درز ، فكانت من العجائب التي أفتخر به تيمورلنك .
وقد توفرت كل المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة ، فقد كانت سهول الجزيرة والفرات وتربتها اللحقية من أجود مناطق زراعة القطن ، والكتان وتربية دودة القز والقنب ، وكلها تدخل في صناعة النسيج ، فهي ذات تربة سميكة تتوفر فيها جميع العناصر الخصوبة التي تساعد على النمو الجيد للنبات ، وهي تضم الغضار والرمل و الكلس التي حملتها الأنهار ( الفرات والدجلة ) المنحدرة من هضاب الأناضول وفرشتها على جانبي هذه السهول ، كما تضم الأملاح المعدنية الناشئة عن تحلل الصخور البركانية والجصية والكلسية التي تنشر بكثرة فيها ، تضاف أليها طبقة خصبة من التربة التي نشأت منذ آلاف السنين ، وهي تربة رخوة تحبس المياه تحت ذراتها ، كما أن فيها عدة طبقات رقيقة غضارية تحبس فوقها غشاءً مائياً ، فوجدت المزروعات تربة طيبة خصبة ، حيث شاهدت هذه السهول أعظم ثورة زراعية في تاريخ سوريا .
وعند ترددنا على ورشة محمد سليم ديركي التي اتخذنها نموذجاُ للدراسة الأنوال القديمة، وآليات عمل وأقسام هذه الصناعة القديمة ، كنا نسمع العم وهو يردد موال مع العمل يسميه ( موال سبعاوي ) :
المطواية يا ناس حطت بقلبي علة والدف هدّ كتفاي أو صار فيهن علة والنير زرد عيه أتاري فيها علة والدواسة بحش رجلي أو صار فيهن ريح والمكوك رايح جاي مثل هبوب الريح ولما بيمسي المسا بقوول هلق يستريح ولما بيصبح الصباح بترجع علتي علة