قصبة المهدية
كتبهاأبو ناجي ، في 29 أكتوبر 2006 الساعة: 05:56 ص
قصبة المهدية ، معلمة تاريخية تعاني من إهمال كبير، فالقصبة حملت أسماء عديدة حسب الحقب التاريخية ك"طيماترون" أو المتجر القرطاجي كما جاء في رحلة حانون أو "حلق الوادي" لموقعها عند مصب نهر سبو أو "المعمورة" لكونها تطل على غابة المعمورة ثم سمية المهدية بعد أن تم استرجاعها في عهد السلطان إسماعيل ، ومند ذلك الحين أصبحت تحمل اسم المهدية أو قصر مولاي إسماعيل،كما أمر السلطان بعد تعيين علي الريفي حاكما على القصبةبتوسيع عمرانها، و هكذا تم تشييد دار المخزن و قصر القائد وعدة مرافق عمومية كالمسجد و المدرسة و الحمامات والباب الجديد المطل على غابة المعمورة، كما تم بناء الاصطبلات و مخازن المؤونة، ووقع الاهتمام بالهندسة الدفاعية للقصبة، كما أقيمت حامية عسكرية بالمهدية لحماية القوافل التجارية المارة بالمنطقة، إلا أنه انطلاقا من سنة 1795تم إغلاق ميناء المهدية بعد انتهاج السلطان سليمان لسياسة الانغلاق و الاحتراز إزاء القوى الأوروبية، و قد مر بها عدد من المغامرين و البعثات الأروبية، واكتشفت قوات الحلفاء الأهمية الإستراتيجية للمنطقة فعرفت نزول القوات الأمريكية في إطار عملية"طورش".
إن ماضي كهذا لم يشفع لهذا الموقع ليأخذ نصيبه من الاهتمام من قبل وزارة الثقافة أو السياحة، فحال القصبة لا يحتاج إلى وصف أو شرح ، فكل ساكنة المدينة من زوار شاطئ المهدية لا بد و أن يكونوا قد رصدوا ما تؤول إليه من خراب و اندثار. و يضاف إلى الإهمال من جهات من المفروض أن يعملهم منصبا على الحفاظ على ابسط و أصغر كنوزنا التاريخية وتوظيف جل الإمكانات من أجل تحقيق أهداف سياحية هم رسموها.
وفي هذا السياق لا يجذر بنا أن تناسى ما جنته مؤسسة التدبير المحلي"المجلس البلدي" خصوصا عندما كان على رأسها أحد رموز الفساد الكبار المدعو بنقاسم بتواطؤ مع الباشوية ، عندما امتدت أيديهم لأراضي الجموع ويجعلوها عرضة لافتراس وحش السكن العشوائي بالقصبة مجهزين على أية إمكانية لتأهيل المنطقة لتصبح وجهة سياحية محتملة، بل تسببوا في إغراق المنطقة في بركة من مشاكل جديدة " أحياء بدون تجهيزات أساسية ، جمالية منعدمة و طبعا اختلالات اجتماعية عديدة.